بروكسل (الاتحاد)

عقدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، أمس الأول، جلسة مباحثات رسمية مع معالي أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي، في مقر البرلمان بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وناقش الجانبان أوجه التعاون المشترك في المجالات البرلمانية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية في ظل الشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي، وحرص الجانبين على تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، مع التأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه البرلمانات في تحقيق مصالح الدول والشعوب ومد جسور التواصل الحضاري.
وأكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي ومعالي أنطونيو تاجاني على أهمية الجهود المشتركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، واحترام سيادة دول الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية، والتزام جميع الأطراف بتجنب إشعال الفتن الطائفية أو دعم المليشيات الإرهابية، مشددين على أهمية العمل المشترك لمكافحة الإرهاب ونبذ التطرف، والوقوف صفاً واحداً في العمل على اجتثاثه من جذوره، وتجفيف منابع تمويله والتصدي للإرهاب الفكري وجميع وسائله.
وشدد الجانبان على أهمية الحوار والتواصل الحضاري على مختلف المستويات البرلمانية والحكومية وعلى صعيد مختلف المؤسسات والمنظمات، مؤكدين أهمية اعتماد وتبني الحلول السلمية لمختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم، وعلى تطوير العلاقات بين الجانبين في شتى المجالات.
ورحب معالي رئيس البرلمان الأوروبي في بداية جلسة المباحثات بمعالي الدكتورة أمل القبيسي والوفد المرافق، مشيداً بالتطور الذي تشهده العلاقات الإماراتية الأوروبية، وما وصلت إليه من تقدم، خاصة ما يتعلق بدخول مواطني الدولة إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة، الأمر الذي يبرهن على عمق ومتانة هذه العلاقات.
بدورها، أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي أن العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي تحظى باهتمام ودعم قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، منوهة إلى الأهمية الاستراتيجية البالغة لهذه العلاقات.
وأشارت معاليها إلى أن هذه الزيارة المهمة، التي تأتي في مستهل «عام التسامح» في دولة الإمارات، تجسد مدى عمق التعاون والشراكة القائمة بين الجانبين، وتعكس حرص المجلس على تطوير علاقاته مع البرلمان الأوروبي، حيث يمتلك الجانبان رؤية مشتركة تجاه مختلف القضايا، ويأتي في مقدمتها التطلع لمستقبل آمن ومستقر للمنطقة والعالم، مشيرة إلى جهود الإمارات في مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والاعتدال والإسهام الجاد في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ونقل الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة، التي تنبذ الإرهاب والتطرف.
وأشارت معاليها إلى الجهود المشتركة الداعمة لمفاوضات السلام لدى مختلف الأزمات في المنطقة، مثمنة مشاركة الاتحاد الأوروبي ودعمه للحوار بين مختلف الأطراف في ليبيا.
بدوره، أكد معالي رئيس البرلمان الأوروبي أهمية الجهود المشتركة مع البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حليف مهم لدول الاتحاد الأوروبي في شتى مجالات التعاون المشترك، ومشيداً بنموذج الإمارات التنموي وعلى صعيد استشراف المستقبل وتبني نهج التسامح والتعايش وفي تمكين الشباب وتمكين المرأة.
وشدّد على أهمية العمل سويا لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال الحوار والتعاون، معتبراً ذلك أمراً مهماً في مواجهة التحديات، ومؤكداً أهمية الزيارة لبحث تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات، معرباً عن تقديره لإعلان دولة الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح.
وفي ختام اللقاء، وجهت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي دعوة رسمية إلى معالي رئيس البرلمان الأوروبي لزيارة دولة الإمارات لحضور القمة العالمية للحكومات التي ستعقد في دبي، وحضر جلسة المباحثات أعضاء الوفد: عبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس، والدكتور محمد عبدالله المحرزي، وجاسم عبدالله النقبي، وعائشة ليتيم، وحمد عيسى بوشهاب السويدي سفير الدولة لدى مملكة بلجيكيا، وأحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس.